للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السيئ وإلى المسافات الشاسعة بين هذا الواقع وبين هدي القرآن كما نجد الإفاضة الكثيرة في تقرير هذه السنن في الاجتماع والعمران وهذه لفتات كريمة حقاً، فإن الله تبارك وتعالى ما خلق السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق، وقد أرشدنا القرآن لأن نعتبر بأحداث الأمم {قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (١٣٧)}. (١)

فلا عجب أن يشرح رشيد رضا هذه السنة وآثارها وأن يبث ذلك في تفسيره كل ذلك من أجل أن يستيقظ المسلمون من سباتهم وأن ينهضوا من كبوتهم وأن ينفضوا عنهم غبار اليأس المتراكم ووعثاء الغرور والتمني، حتى أننا نجده يعقد فصولاً في ذلك، من ذلك ما نراه في خلاصة تفسيره سورة الأعراف حيث يفرد باباً في سنن الله تعالى يضمنه الأصول التالية: (٢)

١ - إهلاك الله الأمم بظلمها لنفسها وغيرها.

٢ - بيان أن للأمم آجالاً لا تتقدم ولا تتأخر عن أسبابها، التي اقتضتها السنن الإلهية العامة.

٣ - ابتلاء الله الأمم بالبأساء والضراء تارة، وبضدها من الرخاء والنعماء تارة أخرى.

٤ - بيان أن الإيمان بما دعا الله إليه، والتقوى في العمل بشرعه فعلاً


(١) آل عمران ١٣٧.
(٢) تفسير المنار (٩/ ٥٣١).

<<  <   >  >>