هذا هو رأي الشيخ رشيد رضا في ما ورد في أشراط الساعة الكبرى بشكل مجمل.
فهو يرى أن ما ذكره من إشكالات وتساؤلات عقلية كفيل برد كل ما ورد من أحاديث في أشراط الساعة الكبرى ولو كانت أحاديثها من أصح الأحاديث، ولو ذكرت في أصح الكتب بعد القرآن كصحيحي البخاري ومسلم.
وفي الحقيقة أن جميع ما ذكره من إشكالات أو تساؤلات لا قيمة لها أمام تلك الأحاديث الصحيحة الصريحة المتواترة التي لا يسع المسلم إلا أن يؤمن ويصدق بها تصديقاً جازماً، والتي تنص وتؤكد على أن للساعة علامات وأشراطاً كبرى تسبق قيامها.
فالذي عليه أهل السنة والجماعة أن الحديث إذا صح فلا يلتفت إلى غيره من إشكالات أو تساؤلات عقلية، فالواجب على كل مسلم هو الإيمان والتسليم بما ثبت بتلك الأحاديث الصحيحة الصريحة وعدم ردها ودفعها بتساؤلات لا قيمة لها ولا وزن ولا حجه أمام نص نبوي صحيح ثبت لدينا بأصح الأسانيد.
ثم إن الشيخ رشيد رضا رحمه الله وغفر له، يستشكل ما ليس بمشكل، ويثير الإشكالات والتساؤلات العقلية ويتكلف في الدفاع عنها، من أجل إثبات وجهة نظره ورأيه، وإن كان ليس له من الحجة لرد تلك الأحاديث سوى إثارة التساؤلات والإشكالات حول تلك الأحاديث الصحيحة لكي يجعل القارئ على الأقل يفقد الثقة بصحته.