للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حديث فاطمة بنت قيس في قصة تميم، وقد توهم بعضهم أنه غريب فرد وليس كذلك، فقد رواه مع فاطمة بنت قيس أبو هريرة وعائشة وجابر، أما أبو هريرة فأخرجه أحمد من رواية عامر الشعبي عن المحرز بن أبي هريرة عن أبيه بطوله، وأخرجه أبو داود مختصراً وابن ماجه، عقب رواية الشعبي عن فاطمة قال الشعبي «فلقيت المحرز فذكره» وأخرجه أبو يعلى من وجه آخر عن أبي هريرة .. وأما حديث عائشة فهو في الرواية المذكوره عن الشعبي قال: ثم لقيت القاسم بن محمد، فقال أشهد على عائشة حدثتني كما حدثتك فاطمة بنت قيس، وأما حديث جابر فأخرجه أبو داود بسند حسن من رواية أبي سلمه عن جابر وذكر لفظه. (١)

وقول الحافظ ابن حجر هذا بلا شك أنه هو الصحيح، فالبخاري سلك مسلك الترجيح فاقتصر على حديث جابر عن عمر في ابن صياد. مع تصحيحه لحديث الجساسة، حيث قال، وحديث الشعبي عن فاطمة بنت قيس في الدجال هو حديثٌ صحيح. ثم إن التواتر ليس شرطاً في قبول الحديث، ولا يلزم من صدور الأحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من على المنبر وفي حشدٍ من الناس أن يروي ذلك متواتراً.

فكم من خطبة خطبها النبي - صلى الله عليه وسلم - على المنبر وفي حشدٍ عظيم من الصحابة ومع ذلك لم يروها أو يرو بعضها منها إلا واحد أو اثنان أو أكثر، ممن لا يبلغ عددهم شرط التواتر؟


(١) تفسير المنار (٩/ ٤٩٢)، فتح الباري (١٣/ ٣٤٠).

<<  <   >  >>