ثم إننا لا نرتضي تسمية الشيخ رشيد رضا الأحاديث الواردة في المسيح الدجال بأنها «خرافات».
إنما هي عقيدة ثابتةٌ بالأحاديث الصحيحة الصريحة المتواترة والتي لا يسع المؤمن سوى الإيمان بما جاءت به وتصديقها، وتصديق ما أخبرت به من الأمور والفتن التي سوف تقع في آخر الزمان، كخروج المسيح الدجال، ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام وغيرها.
لا سيما وأن المخبر بذلك هو النبي المعصوم - صلى الله عليه وسلم - والذي قال الله سبحانه وتعالى في حقه {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (٤)} (١)
فكان الأولى بالشيخ رشيد رضا أن يؤمن ويصدق بما دلت عليه الأحاديث الصحيحة وأن يفوض أمرها وكيفيتها إلى الله تعالى، لا أن يردها باستشكالات وتساؤلات وحجج عقلية يمكن الإجابة عليها، والجمع بينها وبين ما دلت عليه الأحاديث الصحيحة دون الحاجة لرد أي من الأحاديث الصحيحة.
أما قوله، بأن أحاديث الدجال متواترة تواتراً معنوياً، ولم يتواتر شيء في روايتها، فهو صحيح فإن روايات المسيح الدجال متواترة تواتراً معنوياً كما صرح بذلك كثير من أهل العلم كابن كثير والسخاوي والشوكاني والكتاني وغيرهم، ولم يتواتر شيء من روايتها.
ولكن التواتر الذي يعنيه الشيخ رشيد وهو التواتر في روايتها، ليس شرطاً في صحة الحديث.