يشكك في أحاديث المسيح الدجال لأنها متواترة تواتراً معنويا، ولم يتواتر شيء من روايتها.
وهنا يصرح بأن الأحاديث المتفق على صحتها لابد من الجزم بصحتها دون تردد أو اضطراب، وأن أحاديث الآحاد إذا احتفت بها القرائن فإنها تفيد العلم.
أما قوله أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد كشف له ذلك مجملاً غير مفصل كما كشف له غير ذلك من الفتن، ولم يوح به عن الله تعالى! !
فلا ندري ماذا يقصد الشيخ رشيد رضا بقوله: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد كشف له، ولم يوح به عن الله تعالى.
فهو هنا يفرق بين معنى الكشف والوحي، ولكنه لم يبين هذا الفرق، حتى نحكم على قوله إن كان صحيحاً أو باطلاً.
ثم إنه في قوله هذا أوقع نفسه في أمرين كلاهما مر بالنسبة له، وذلك أنه يرى أن السنة وحي من الله تعالى حيث يقول « .. وأعني بالوحي هنا القرآن ... وكذلك الأحاديث النبوية عند من صحت عنده فصدق بالرواية»
فهو يرى أن السنة تعتبر وحي من الله وهذا هو الصحيح وذلك لقوله تعالى {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (٤)} (١)
ولكن هنا لابد له من إبطال أحد القولين وذلك إما أن يقول إن السنة الصحيحة ليست بوحي ويناقض كلامه السابق وهذا لا يصح، وإما أن