فهذه النصوص الشرعية من الكتاب والسنة الصحيحة تدل دلالة قطعية على قرب قيام الساعة من زمان النبي - صلى الله عليه وسلم -، فما بالك في قرب قيامها من زمننا هذا بعد مضي أكثر من أربعة عشر قرناً على بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم -، والذي وقع فيه كثير من أشراط الساعة التي ذكرها النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يبق إلا أشراط الساعة الكبرى كما يسميها أهل العلم ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولكن لابد من القول أنه لا يعلم مقدار ما بقي على قيام الساعة إلا الله، ولم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - شيء في هذا الباب، ثم إننا غير مأمورين شرعاً بمعرفة وقت وقوعها، بل نحن مأمورون بالاستعداد والعمل لها بالتقرب إلى الله بالطاعات وترك المنكرات والاستعداد ليوم الرحيل عن هذه الدنيا الفانية، والإنسان العاقل يعلم حق العلم أن الإنسان إذا مات فقد قامت قيامته.