للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهو خاتم أنبياء بني إسرائيل.

وقد أيده الله ببعض المعجزات كرامة وتصديقاً له، فكان يبرئ الأكمة والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله وكان يخلق من الطين كهيئة الطير، فينفخ فيها، فتكون طيراً بإذن الله.

فحسده بنو إسرائيل فعزموا على قتله، فحاصروه في دار ببيت المقدس، فلما دخلوا عليه ألقى الله شبهه على شاب من أصحابه الحاضرين، ورفع عيسى بن مريم عليه السلام من ذلك البيت إلى السماء، وأهل البيت ينظرون، فلما دخلوا وجدوا الشاب الذي ألقي عليه شبه عيسى فأخذوه ظانين أنه عيسى بن مريم عليه السلام فقتلوه وصلبوه، قال تعالى {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ} (١) فهو لم يقتل ولم يصلب وإنما رفعه الله إليه.

وسوف ينزل في آخر الزمان، على المنارة البيضاء شرقي دمشق، فينزل واضعا حالة نزوله كفيه على أجنحة ملكين وقت صلاة الصبح، وينزل ليقتل الدجال، ويدعو إلى دين الإسلام، ويحكم به، ويكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويدعوه الناس للصلاة بهم فيمتنع ويقول إمامكم منكم، فيتقدم المهدي فيصلي إماما بهم وبه، وذلك إكراماً لسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - ولأمته ويمكث في الأرض أربعين سنة، ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون ويدفنونه. (٢)


(١) النساء، آية ١٥٧.
(٢) انظر (العقيد الصافية للفرقة الناجية) سيد سعيد عبد الغني، دار طيبة الخضراء، مكة المكرمة، الطبعة الرابعة، ١٤٢٢ هـ، ص ١٤١.

<<  <   >  >>