للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة»، قال: «فينزل عيسى ابن مريم عليه السلام فيقول أميرهم: تعال صل لنا، فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمراء، تكرمة الله لهذه الأمة». (١)

٥ - عن أبي هريرة- رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «الأنبياء إخوة لعلات (٢) أمهاتهم شتى ودينهم واحد، وإني أولى الناس بعيسى ابن مريم؛ لأنه لم يكن بيني وبينه نبي، وإنه نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه: رجل مربوع إلى الحمرة والبياض، عليه ثوبان ممصران (٣)، كأن رأسه يقطر، وإن لم يصبه بلل، فيدق الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويدعو الناس إلى الإسلام، ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام، ويهلك الله في زمانه المسيح الدجال، ثم تقع الأمنة على الأرض، حتى ترتع الأسود مع الإبل، والنمار مع البقر، والذئاب مع الغنم، ويلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم، فيمكث أربعين سنة، ثم يتوفى، ويصلي عليه المسلمون» (٤) إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة.


(١) صحيح مسلم كتاب الإيمان - باب نزول عيسى ابن مريم عليه السلام (١/ ٩٣)، رقم (٤٠٦).
(٢) العلات: جمع علة، والعلة هي الضرة، والمرد: الإخوة من أمهات مختلفة وأبوهم واحد، والمراد أن إيمانهم واحد وشرائعهم مختلفة: النهاية في غريب الحديث. (٣/ ٢٩١).
(٣) الممصران: تثنية ممصر، والممصر من الثياب الذي فجه صفرة خفيفة. النهاية لابن الأثير (٤/ ٣٣٦).
(٤) أخرجه أحمد (٢/ ٤٠٦) وقال أحمد شاكر: حديث صحيح، عمدة التفسير (٤/ ٣٦)، وأبو داود: كتاب الملاحم، باب خروج الدجال (٤/ ٤٩٨)، والحاكم (٢/ ٥٩٥)، وفال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وقال ابن كثير رحمه الله في النهاية في الفتن والملاحم (١/ ١٨٨): وهذا إسناد جيد قوي.

<<  <   >  >>