للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بين اثنين عداوة، ثم يرسل الله ريحاً باردة من قبل الشام فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته». (١)

وفي حديث أبي هريرة- رضي الله عنه - السابق: «ثم يمكث في الأرض أربعين سنة، ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون». (٢)

وقد جمع الحافظ ابن كثير رحمه الله بين الروايتين فقال: «هكذا وقع في الحديث: أنه يمكث أربعين سنة، وثبت في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو أنه يمكث في الأرض سبع سنين، فهذا مع هذا مشكل، اللهم إلا إذا حملت هذه السبع على مدة إقامته بعد نزوله، وتكون مضافة إلى مدة مكثه فيها قبل رفعه إلى السماء، وكان عمره إذ ذاك ثلاثا وثلاثين سنة على المشهور، والله أعلم». (٣)

وقد عارض السفاريني هذا الجمع فقال بعد أن ذكره بدون عزو: وهذا والله أعلم ليس بشيء لما مر من حديث عائشة عند الإمام أحمد وغيره «فيقتل الدجال، ثم يمكث عيسى في الأرض أربعين سنة»، ثم حكى عن البيهقي أنه اعتمد رواية «أربعين»، وكما نقل عن السيوطي أنه ذهب إلى ترجيحها؛ لأن زيادة الثقة يحتج بها، ولأنهم يأخذون برواية الأكثر ويقدمونها على رواية


(١) أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب خروج الدجال (٤/ ٢٢٥٨)، رقم (٢٩٤٠).
(٢) مسند الإمام أحمد (٢/ ٤٠٦) قال بن حجر (صحيح) (٦/ ٤٩٣)، «وسنن أبي داود» كتاب الملاحم، باب خروج الدجال (١١/ ٤٥٦).
(٣) النهاية في الفتن والملاحم (١/ ١٩٣).

<<  <   >  >>