للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والكتاني (١) والغماري (٢) والكشميري (٣) والألباني. (٤)

ثانياً: أما ادعاءه من أن الأحاديث الواردة في نزول عيسى عليه السلام فيها تعارض، فهي دعوى سبق أن ذكرها في الأحاديث الواردة في المسيح الدجال والأحاديث الواردة في المهدي، وثبت عدم صحتها.

ثم إني لا أدري أين هذا التعارض الذي أشار إليه الشيخ رشيد رضا؟ ولماذا لم يذكر هذا التعارض كعادته في إثارة الاستشكالات والتساؤلات؟ والسبب في نظري في عدم ذكره لهذا التعارض هو عدم الوقوف على حدثين متعارضين حقيقةً، فجعل المسألة مبهمة ولم يبين، أما إن كان يقصد التعارض والاختلاف في مدة بقائه بعد نزوله هل هي أربعين سنة أو سبع سنين؟ فقد ذكرنا أقوال أهل العلم في هذه المسألة، والتي رجحنا أن رواية «أربعين سنة» هي الأصح لأنها رواية الأكثر.

ثم إن هذا الخلاف خلاف جزئي ومعتبر، لأن لكلٍ دليله، ولكن لا يصح أن يكون اعتبار هذا الخلاف حجة يرد بسببها تلك الأحاديث الصحيحة الصريحة المتواترة التي تنص وبدلاله قطعية على نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان وإن اختلف في مدة مكثه في الأرض.

ثالثا: أما بالسنة لقوله عن أحاديث نزول المسيح عليه السلام بأنه ينبغي أن لا تكون سبباً للتقصير في إقامة الدين والدنيا بما شرعه الله، فهذا كلام


(١) «نظم المتناثر في الحديث المتواتر»، صـ ١٤٧.
(٢) «الإذاعة لما كان ويكون بين يدى الساعة»، (١٥٩ - ١٦١).
(٣) «التصريح بما تواتر في نزول المسيح».
(٤) «المسيح الدجال ونزول عيسى عليه السلام وقتله إياه».

<<  <   >  >>