للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حيث يقول عن الأحاديث الواردة في طلوع الشمس من مغربها: «وأقوى الأحاديث الواردة في طلوع الشمس من مغربها، ما رواه البخاري في كتاب الرقاق عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون، فذلك حين «لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً .. ».

وأخرج الترمذي وأحمد وغيرهما عن أبي هريرة أيضا، وقد رفعه: «ثلاثٌ إذا خرجت لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن أمنت من قبل، طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودابة الأرض». (١)

وهو مشكل مخالف للأحاديث الأخرى الواردة في نزول عيسى بعد الدجال وإيمان الناس به، والمشكلات في الأحاديث الواردة في أشراط الساعة كثيرة، أهم أسبابها فيما صحت أسانيده، واضطربت المتون، وتعارضت أو أشكلت من وجوه أخرى، وأن هذه الأحاديث رويت بالمعنى، فاختلف التعبير باختلاف الأفهام، على أنهم اختلفوا في ترتيب هذه الآيات وما استشكل أن علة عدم قبول الإيمان بعد طلوع الشمس من مغربها لا تنطبق على من رآها أو رويت له بالتواتر».

ثم قال: «هذا وإن أبا هريرة- رضي الله عنه -، لم يصرح في هذه الأحاديث بالسماع من النبي - صلى الله عليه وسلم - فيخشى أن يكون قد روى بعضها عن كعب الأحبار وأمثاله، فتكون مرسلة». (٢)


(١) تفسير المنار (٨/ ٢١١ - ٢٢١).
(٢) نفس المصدر.

<<  <   >  >>