للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يكتب الحديث، وقال لطلابه: «قيدوا العلم بالكتابة» (١)، وكان يحرص على اللفظ فإذا روى حديثا وشك في ألفاظه بين ذلك، فقد روى حديث وفد عبد القيس وفيه: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من الوفد؟ أو من القوم؟ وقال: مرحبا بالقوم أو بالوفد» (٢)

المثال الثاني: أبو سعيد الخدري- رضي الله عنه - من المكثرين أيضا (٣)، وكان يحرص على اللفظ، فقد سمع أبا هريرة يروي حديثا فيه: «ذلك لك ومثله معه» فقال أبو سعيد: وعشرة أمثاله معه يا أبا هريرة، قال أبو هريرة: ما حفظت إلا قوله: «ذلك لك ومثله معه» قال أبو سعيد: أشهد أني حفظت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قوله: «ذلك لك وعشرة أمثاله» (٤). ولا تعارض بين الروايتين، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قالهما وروى كل واحد منهما ما سمعه (٥).

وعنه أيضا في حديث الشفاعة: «ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم (أو قال: بخطاياهم) ... » (٦).

المثال الثالث: ابن مسعود: المقرئ الكبير، كان يحرص على اللفظ كما كان يكتب الحديث (٧)، فقد روى حديث آخر أهل النار خروجا، وفيه:


(١) جامع بيان العلم لابن عبد البر (ص: ٧٢).
(٢) صحيح مسلم - كتاب الإيمان - باب الأمر بالإيمان بالله ورسوله (١/ ٤٦)، رقم (١٧).
(٣) انظرا: أحمد شاكر: الباعث (ص: ١٨٧)
(٤) صحيح مسلم - كتاب الإيمان - باب معرفة طريق الرؤية (١/ ١٦٧)، رقم (١٨٣).
(٥) نفس المصدر السابق.
(٦) صحيح مسلم - كتاب الإيمان - باب إثبات الشفاعة (١/ ١٧٢)، رقم (١٨٥).
(٧) انظر: مصطفي الأعظمي: دراسات في الحديث النبوي (١/ ١٢٥ - ١٢٦).

<<  <   >  >>