للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذلك، إيجازا وإطنابا، ووضوحا وخفاء، وتقديما وتأخيرا، وزيادة ونقصا، بحسب ما يقتضيه الحال ويدعو إليه المقام (١).

رابعا: وإذا أردنا أن نتبين حقيقة الأمر وننظر في الأمثلة التي ضربها هؤلاء لنا جدلا، فسنجد العجب، إن هذه الأمثلة هي الأدلة على الاختلاف الناتج عن الرواية بالمعني، والذي حدا بهم إلى رفض السنة، وسأعتمد على أبي رية فإنه ذكر أمثلة كثيرة لذلك (٢).

المثال الأول: وهو حديث رواه مسلم: جاء رجل يسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الإسلام، فأجابه النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفي آخر الحديث يذكر قول النبي - صلى الله عليه وسلم - «أفلح إن صدق». وفي رواية: «أفلح وأبيه إن صدق»، وفي ثالثة: «دخل الجنة وأبيه إن صدق». هذا هو حجم الاختلاف الذي أقاموا عليه الدنيا: «أفلح إن صدق» «أفلح وأبيه إن صدق» و «دخل الجنة وأبيه إن صدق». (٣)


(١) انظر: أبو زهو: الحديث والمحدثون (ص: ٢٠٧)، ط. مطبعة مصر، الأولي، ١٣٧٨ هـ وقد خصص أبو زهو فصلا للرد على دعوى الشيخ رشيد، انظر له: نفس المصدر (ص: ٢٢٠ - ٢٤٢) وكذا أبو شهبة، انظر له: دفاع عن السنة (ص: ١٩٥).
(٢) صاحب «كتاب أضواء على السنة المحمدية»، والذي ملئه بالطعن بالسنة النبوية تحت ذريعة البحث العلمي، وقد كان كثير النقل والاستشهاد بأقوال رشيد رضا في كتابه، بل إنه تلقف شبهة الرواية بالمعنى من الشيخ رشيد رضا وزاد عليها.

وقد تولى الرد على كتابه الشيخ محمد أبو شهبه في كتاب أسماه «دفاع عن السنة» وكذلك العلامة المعلمي اليماني في كتاب أسماه «الأنوار الكاشفة بما في كتاب، أضواء على السنة، من الزلل والتضليل والمجازفة».
(٣) صحيح مسلم - كتاب الإيمان - باب بيان الصلوات التي هي أحد أركان الإسلام (١/ ٤٠)، رقم (١١).

<<  <   >  >>