للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأوجه التناقض فيما بينها وتأييده له فإنه أوقع الكثير في الشك والحيرة.

حيث أنكر الكثير من الكتاب والمفكرين ومن عامة الناس أشراط الساعة الكبرى وعدوها من الأكاذيب ومن الإسرائيليات، مستدلين بآراء وأقوال رشيد رضا، وهذا بلا شك أثر فكري خطير على الفرد وعلى المجتمع، فالإيمان بأشراط الساعة جزء من الإيمان بالغيب الذي لا يتم إيمان المسلم إلا بالإيمان به، وهو كذلك داخل في الإيمان باليوم الآخر الذي هو ركن من أركان الإيمان وعقيدة من عقائد المسلمين الأساسية.

فالواجب على المؤمن إذا ثبت لديه صحة الحديث برواية الثقات ووصل إلينا بطريق صحيح أن يؤمن به ويصدقه، فهذا هو مذهب علماء سلفنا الصالح انطلاقاً من أمر الله تعالى للمؤمنين بقوله {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ}. (١)

وقوله تعالى {أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ}. (٢)

أما أن يرد الحديث الصحيح بدعوى أنه لم يوافق العقل أو لعدم فهمه أو لغيرها من الأعذار الأخرى فهذا بلا شك منهجٌ منحرف ضال لا دليل عليه، وهو منهجٌ فاسد معلوم الفساد لكل من في قلبه حب وتوقير واحترام وإجلال للسنة النبوية المطهرة الشريفة.

ورحم الله الشافعي عندما قال: «متى ما رويتٌ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثاً


(١) الأحزاب ٣٦.
(٢) آل عمران ٣٢.

<<  <   >  >>