للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الشافعي: «متى رويت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثا صحيحا فلم آخذ به، فأشهدكم أن عقلي قد ذهب». (١)

وقال الإمام أحمد: «كل ما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بإسناد جيد، أقررنا به، وإذا لم نقر بما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ودفعناه، ورددناه، رددنا على الله أمره، قال الله تعالى {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}. (٢) (٣)

قال ابن تيمية: «السنة إذ ثبتت فإن المسلمين كلهم متفقون على وجوب إتباعها». (٤)

وقال ابن القيم في رده على من ينكر حجية خبر الواحد: «ومن هذا إخبار الصحابة بعضهم بعضا؛ فإنهم كانوا يجزمون بما يحدث به أحدهم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولم يقل أحد منهم لمن حدثه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: خبر واحد لا يفيد العلم حتى يتواتر، وكان أحدهم إذا روى لغيره حديثا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الصفات؛ تلقاه بالقبول، واعتقد تلك الصفة به على القطع واليقين؛ كما اعتقد رؤية الرب، وتكليمه، ونداءه يوم القيامة لعباده بالصوت الذي يسمعه البعيد كما يسمعه القريب، ونزوله إلى سماء الدنيا كل ليلة، وضحكه،


(١) «مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة» لأبن قيم الجوزية، اختصره محمد الموصلي، الناشر مكتبة الرياض الحديثة، الرياض (٢/ ٣٥٠).
(٢) الحشر ٧.
(٣) «اتحاف الجماعة» للشيخ محمود التويجري، طبع مطابع الرياني، ط الأولى ١٣٩٤ هـ (١/ ٤).
(٤) «مجموع الفتاوي» لابن تيمية (١٩/ ٨٥)، جمع الشيخ عبد الرحمن بن قاسم، مطابع الدار العربية - بيروت، ١٣٩٨ هـ.

<<  <   >  >>