للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التَّسَتُّرُ بِالنَّقَائِصِ.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: «كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا المُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِنَ المُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا ثُمَّ يُصْبِحَ -وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ- فَيَقُولَ: يَا فُلاَنُ عَمِلْتُ البَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ».

رواه البخاري في الأدب ومسلم في الزهد والرقائق.

...

ــ

[الكلمات]

المعافى من العافية وهي السلامة، فالمعافى هو السالم، ويحتمل أن يكون المراد هنا سلامة العرض من القدح، أو سلامة البدن من الحد، أو سلامة العاقبة من المؤاخذة بالذنب، والمجاهر هو المعلن بفسقه.

[المعنى]

قد يرتكب المذنب المعصية مع شعوره بقبح ما أتى، وخجله به من ربه، وانكسار قلبه من أجل معصيته، فهو لذلك يتستر بذنبه فلا يطلع عليه غيره لا بقول ولا بفعل، فهذا قد سلم منه الناس فلم يؤذهم بشره ولم يدعهم إلى الاقتداء به، وسلم

<<  <   >  >>