للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٣) من أسد إلى أسد]

روى ابن وضاح عن غير واحد أن أسد بن موسى كتب إلى أسد بن الفرات: إعلم أي أخي إنما حملني على الكتاب إليك ما ذكر أهل بلادك من صالح ما أعطاك الله من إنصافك الناس وحسن حالك مما أظهرت من السنة، وعيبك لأهل البدعة وكثرة ذكرك لهم، وطعنك عليهم، فقمعهم الله بك وشد بك ظهر أهل السنة وقواك عليهم بإظهار عيبهم والطعن عليهم فأذلهم الله بذلك وصاروا ببدعتهم مستترين.

فأبشر أي أخي بثواب ذلك وأعتد به أفضل حسناتك من الصلاة والصيام والحج والجهاد وأين تقع هذه الأعمال من إقامة كتاب الله وإحياء سنة رسوله، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحيا شيئا من سنتي كنت أنا وهو في الجنة كهاتين" وضم بين أصبعيه.

وقال: "أيما داع دعا إلى هذا فاتبع عليه كان له مثل أجر من تبعه إلى يوم القيامة" فمن يدرك أجر هذا بشيء من عمله؟

وذكر أيضا أن لله عند كل بدعة كيد بها الإسلام وليا لله يذب عنها وينطق بعلاماتها.

فاغتمنم يا أخي هذا الفضل وكن من أهله فإن النبي صلى الله عليه وسلم، قال لمعاذ حين بعثه إلى اليمن وأوصاه وقال: لأن يهدي الله بك رجلا خيرٌ لكَ من كذا وكذا- واعظم القول فيه- فاغتنم ذلك وادع إلى السنة حتى يكون لك في ذلك ألفة وجماعة يقومون مقامك إن حدث بك حادث، فيكونون أئمة بعدك فيكون ذلك ثواب لك إلى يوم القيامة كما جاء الأثر.

فاعمل على بصيرة ونية وحسبة فرد الله لك المبتدع المفتون الزائغ الحائر فتكون خلفا من نبيك صلى الله عليه وسلم فإنك

<<  <   >  >>