للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[إستدلال]

ثبت في صحيح مسلم في غزوة حنين أن رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- قال: «أي عباس ناد أصحاب السمُرة» فنادى بأعلى صوته: أين أصحاب السمرة؟ وكانت الدعوة: يا معشر الأنصار، يا معشر الأنصار ثم قصرت على بني الحرث بن الخزرج فصارت: يا بني الحرث بن الخزرج يا بني الحرث بن الخزرج.

فكانت الدعوة- في ذلك اليوم الشديد- لمن جمعتهم بيعة الرضوان وهم أهل السمرة ثم لمن جمعهم اسم الأنصار ثم لمن جمعهم اسم أب. وكان ذلك كله حقا لأنه دعوة إلى الحق.

[تحذير وإرشاد]

ليحذر المسلم من كل كلمة مفرقة من كل ما يثير عصبية للباطل وحمية جاهلية يدعو بها ولا يجيب من دعا إليها فإن بلاء كثيراً حل بنا وفتنة كثيرة أصابتنا من تلك الكلمات المفرقة.

ولتكن دعوته- إذا دعا- بالكلمات الجامعة التي تشعر بالأخوة العامة وتبعث على القيام بالواجب بأيد متشابكة وقلوب متحدة حتى إذا دعا جماعة خاصة يعلم منه نفعا خاصا في مكان خاص فليكن بما يفهمهم أنه إلى الحق دعاهم وعلى القيام به استعان بهم دون إباية من انضمام كل من ينضم إليهم، فإنه ما توجه قوم إلى نصرة الله- ورضا الله قصدهم إلا كان الله معهم: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (١).


(١) ش: ج ٢، م ١٣ - ١٣٥٦ه - ١٣ أفريل ١٩٣٧م.

<<  <   >  >>