للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[حقيقة نفسية]

العبد بين داعيين مختلفين، دينه يدعوه إلى الحسنى وينهض به للعلاء، ونفسه تدعوه إلى السوأى وتنحط به إلى الحضيض. ولا ينحط المسلم عن مقامات الكمال إلا بإجابته داعي نفسه وإعراضه عن داعي دينه. فالنفس هي الجاذب القوي إلى دركات الانحطاط. ولما كان دعاء النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- لهذا الصحابي سببا في رفع درجاته وكانت نفسه إذا خلاها على هواها مانعة له من ذلك الرفع فصار الدعاء النبوي والنفس الأمارة كالمتنازعين فيه- أمره بأن يعينه على نفسه بكثرة السجود. ولم يقل له أعني على مطلوبك أو

تحصيل مرادك، بل قال له: أعني على نفسك. وفي هذا تنبيه له على أن النفس هي المعرقلة للعبد عن الصعود في سلم السعادة، وأنه إذا قهرها وغلبها فقد تيسرت له أسباب الكمال (١).


(١) ش: ج ٤، م ٨ - غرة ذي الحجة ١٣٥٠ه - أفريل ١٩٣٢م.

<<  <   >  >>