للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العرب إذا دعا الرجل بياصباحاه اجتمحت إليه عشيرته. فاجتمعت إليه عشيرته فاجتمعت إليه قريش عن بكرة أبيها فقال لهم: أرايتكم لو أخبرتهم أن خيلا تخرج من سفح الجبل وأن العدو مصبحكم أو ممسيكم. أكنتم مصدقي؟ قالوا: ما جربنا عليك كذبا. قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد. ثم قال: يا آل كعب بن لؤي يا آل مرة ابن لؤي يا آل قصي يا آل عبد شمس يا آل عبد مناف، يا آل هشم، يا آل عبد المطلب، يا صفية أم الزبير- وهي عمته- يا فاطمة بنت محمد أنقذوا أنفسهم من النار إني لا أملك لكم من الله شيئا. فكانت هذه دعوته العامة لقومه من قريش.

[الدرجة الثالثة - الأمر بتبليغ العرب حوالي مكة]

ثم كان أمره بأن ينذر العرب خارج مكة بمثل قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا} فكان يعرض نفسه على قبائل العرب في مواسم الحج إلى أن كانت بيعة العقبة وإيمان الأنصار.

[الدرجة الرابعة - الأمر بالتبليغ العام لمن في عصره ولمن بعدهم]

ثم أمر بالتبليغ العام بمثل قوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا}. فكاتب الملوك خارج جزيرة العرب كسرى وقيصر والقوقس وغيرهم.

وقد بلغ من جاء بعده من الأمم بما ترك لهم من كتاب الله لقوله تعالى: {لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ}، أي لأنذركم بالقرآن وأنذر من بلغ القرآن فعم ذلك كله من بلغه.

[فصل عملي]

كل من آمن بمحمد -صلى الله عليه وآله وسلم- فهو مأمور بتبليغ رسالته على الخصوص والعموم لمقتضى ما نطالب به من

<<  <   >  >>