للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[توجيه]

لا بقاء لأمة من الأمم إلا بانتظام أسرها وحفظ نسلها، وقد خصص الله المرأة للقيام بهذين الأمرين العظيمين. وزودها من الرحمة والشفقة ما يعينها عليهما، وإنما تقوم بهما إذا جمعت ما بين العفة في نفسها، والاقتصاد في نفقتها، والتفرغ للقيام بأولادها، ولهذا لما جمع نسوة قريش ذلك كله كن خير نساء العرب.

[إرشاد]

يبين لنا هذا الحديث الشريف ما خلقت له المرأة من العمل العظيم في الحياة. ويرشدنا بذلك لوجوب القيام عليها وتهيئتها لذلك بالتربية والتعليم، فتكون تربيتنا وتعليمنا لها بما يقوي فيها هذه الصفات: العفة وحسن تدبير المنزل والنفقة فيه، والشفقة على الولد وحسن تربيته، وكل زيادة على هذه - بعد تهذيب أخلاقها، وتصحيح دينها، وتحبيبها في قومها- فهي ضارة بها، أو مخرجة لها عن مهمتها العظيمة، ملحقة الضرر بقومها، فلنجعل هذا الحديث الشريف دليلنا ومرشدنا في كل ما نسعى إليه من تعليم النساء والبنات.

[الأحكام]

امتنعت أم هانيء من التزوج للقيام بأولادها، فأقرها النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- وأثنى على المتصفات به، فدل ذلك على استحسانه لمن ملكت عفتها وقدرت عليه. وثناء النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- على نساء قريش بوصفهن دليل على ما ينبغي من اختيار المرأة المتصفة بمثل هذا الوصف، ودليل ما ينبغي أن يتخير من معادن النساء في بيوتهن وأقوامهن فإن الأخلاق تتوارث، والبنات متأثرات بالأمهات في الغالب.

<<  <   >  >>