الحدو والحداء: سوق الإبل والغناء لها لتنشط وتسرع في السير. ويح: كلمة تقال لمن وقع في بلية أو توقعت له رحمة له، بخلاف ويل، فإنها تقال لمن وقع في عذاب أو توقع له وهو يستحقه ولا يرحم فيه، وانجشة هنا شارف أن يقع في بلية كسر القوارير، فخوطب خطاب رحمة من الوقوع في ذلك. رويدك: مصدر مصغر
بمعنى امهال، القوارير: جمع قارورة، وهي الزجاجة، سميت بذلك لاستقرار الشراب فيها. القوارير: النساء.
[التراكيب]
ويحك منصوب على المفعولية المطلقة بفعل محذوف لم يستعمل، وتقدير الكلام هلكت هلاكك الذي تستحق عليه الرحمة. رويدك مثله وتقديره أمهل امهالك. ونصب سوقك على التوسع بإسقاط الخافض أي في سوقك، ولما كان يدعوه إلى الرفق اقتضى الحال أن يعبر عن المطلوب الرفق به وهن النساء بالقوارير على طريق الاستعارة التصريحية، حيث شبهن بها بجامع الرقة واللطف والضعف، وحذف لفظ المشبه وذكر لفظ المشبه به. فكانت اللفظة المجازية بالغة غاية البيان عن حالة النساء وكان التركيب بها بالغا غاية البلاغة باشتماله على ما اقتضاه حال الدعاء إلى الرفق مما صورهن بصورة تدعو إلى الرفق وتستوجبه.
[المعنى]
لما غنى انشجة للإبل وعلى ظهورها النساء نشطت واعنقت في السير فاتعبتهن، فأشفق النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- عليهن