للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

به، والمراد من معلمه من يلقنه غيره ويفسره له ويرشده إلى العمل به. وإذا كان هذا النوع الممدوح في الحديث المفضل على غيره بشهادة الصادق المصدق مفقودا من بيننا أو كالمفقود فالواجب علينا السعي في تكوينه، ولهذا دعونا الكتاب إلى العناية بهذا الموضوع.

قال الحافط ابن حجر في بيان وجه خيرية معلم القرآن ومتعلمه: "ولا شك أن الجامع بين تعلم القرآن وتعليمه مكمل لنفسه ولغيره، جامع بين النفع القاصر والنفع المتعدى، ولهذا كان أفضل، وهو من جملة من عنى سبحانه وتعالى بقوله: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}. والدعا إلى الله يقع بأمور شتى من جملتها تعليم القرآن، وهذا أشرف الجميع". هذا كلام ابن حجر، ثم أفاد أن ليس المراد بهذا الحديث من كان قارئا أو مقرئا محضا لا يفهم شيئا من معاني ما يقرأه أو يقرئه.

[١٥) الإعتصام بكتاب الله]

عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: "أتانى جبريل فقال يا محمد أمتك مختلفة بعدك، قال: فقلت له: فأين المخرج يا جبريل؟ قال: فقال: في كتاب الله، به يقصم الله كل جبار، من اعتصم به نجا، ومن تركه، هلك (مرتين) قول فصل، وليس بالهزل، لا تخلقه الألسن، ولا تفنى عجائبه، فيه نبأ من كان قبلكم، وفصل ما بينكم، وخبر ما هو كائن بعدكم". أخرجه الإمام أحمد، نقله الحافظ ابن كثير أوائل كتابه فضائل القرآن الذى ختم به تفسيره.

<<  <   >  >>