للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

:

ليس المنتمون لموسى- صلى الله عليه وسلم- ولعيسى - صلى الله عليه وسلم- بأتباع لهم، لأن دعوة الأنبياء- صلوات الله عليهم- واحدة، ودينهم- وهو الإسلام- واحد، وإن اختلفت بعض الفروع العملية في شرائعهم، فمن لم يؤمن بواحد منهم كمن لم يؤمن بهم كلهم، وما كان محمد- صلى الله عليه وآله وسلم- بِدعاً من الرسل، وما جاء إلا بمثل ما جاؤوا به، وما جاء إلا مصدقا لهم. فالذين لم يتبعوه من المنتمين إليهما -عليهما السلام- غير متبعين لهما، فانقطعت تابعيتهما ببعثة محمد- صلى الله عليه وآله وسلم- فمن آمن به كان من اتباعه وإلا كان من الهالكين (١). وقد قال- صلى الله عليه وآله وسلم- «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ، وَلَا نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ» رواه مسلم.

:

كل داع له من الأجر مثل أجور من اتبعه على دعوته لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، فرجا النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- كثرة أتباعهم، إذ في ذلك انتشار الهداية، وكان- صلى الله عليه وآله وسلم- أحرص الناس على هداية الناس وفي ذلك مضاعفة أجره وجزائه عند الله، فلنا فيه الأسوة الحسنة بالحرص على نشر هدايته، وتبليغ دعوته، ورجاء كثرة الأجر والثواب بكثرة ما نوفر من اتباعه، فليعمل العاملون لهذا وليجهدوا فيه.

وقد رجا النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- كثرة أتباعه لدوام وظهور آيته الخالدة وهي القرآن العظيم، فعلى الناشربن لهدايته، والمبلغين لدعوته، أن يجعلوا القرآن أمامهم وحجتهم ومرجعهم، فإنه


(١) في الأصل: من المهالكين.

<<  <   >  >>