للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[تعليق]

ذم ابن مسعود من اتخذ تلاوة القرآن عملا. فكيف حال من آجر نفسه لتلاوة، وباع عمله ذلك؟

وللفقهاء خلاف في حصول الأجر لمن يقرأ القرآن من غير فهم ولا تأمل. وهذا إذا قصد التالي بتلاوته وجه الله تعالى، لأن الإخلاص شرط شرعي لترتيب الثواب الأخروي، فهل هذا الذي يتلو القرآن من غير فهم بأجرة مخلص لله في تلاوته حتى يختلف في إثابته على التلاوة؟ وقد فتحنا بابا للبحث في موضوع "الفداوي" واللبيب يكفيه ما اقتصرنا عليه (١).

[١٩) معنى ليلة القدر]

قال الشوكلانى:

"قيل سميت ليلة القدر، لأن الله سبحانه وتعالى يقدر فيها ما شاء من أمره إلى السنة القابلة، وقيل: لعظيم قدرها وشرفها، وقيل: لأن للطاعات فيها قدرا عظيما وثوابا جزيلا. وقال الخليل: لأن الأرض تضيق فيها بالملائكة كقوله تعالى:

{وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ} أي ضيق.

تفسير الشوكانى (٥: ٥٩).

[تعليق]

هذا كلام الشوكانى حذفنا منه كلمات قليلة لا تؤثر في فهم الرأي، والأقوال الثلاثة، الأول ذكره أيضا محيي السنة أبو محمد البغوى في تفسيره.


(١) الصراط: السنة الأولى العدد ١٦، رمضان ١٣٥٢ه جانفي ١٩٣٤م.

<<  <   >  >>