للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله عليه وآله وسلم-:

«أَعْزِلِ الْأَذَى عَنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ» وثبت قول صلى الله عليه وسلم: «بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق فأخره فشكر الله له فغفر له» وإذا كانت إزالة الأذى عن الطريق - ومثلها كل مجتمع عام- فيها الأجر والمثوبة فوضع الأذى فيه الإثم والعقوبة.

[تطبيق]

من أحسن المصالح التي يقوم عليها اجتماع الناس في التمدن الحاضر وألزمها - مصلحة التنظيف في الإدارات البلدية وأنت ترى أن الأحاديث النبوية المتقدمة قد انتظمت ذلك التنظيف بالترهيب من التقذير وكل مؤذ، والترغيب في إزالتهما. فوضع الإسلام بذلك أصل هذه المصلحة قبل أن يعرفها تمدن اليوم. فعلى المسلم أن يلتزم ذلك كأمر ديني يثاب عليه عند ربه، ليكون دافعه إلى القيام به من نفسه، ورقيبه في تنفيذه ضميره الديني وإيمانه، وقد شهد التاريخ لمدن الإسلام أيام مدنيته الزاهرة بانفرادها بين مدن عصرها النظافة وحسن المظهر، وما ذلك إلا من تطبيق مثل ما تقدم مما وضعه الإسلام من أصول المصالح التي تقوم عليها الحياة، ويترقى بها المجتمع. فعلينا -معشر المسلمين- أن نعني بما دعتنا إليه هذه الأحاديث النبوية الشريفة لنكون بين الناس مثلا حسنا راقيا في النظافة البلدية، لنفع أنفسنا ومجتمعنا ونرفع اسم ديننا، ونفوز بالأجر والرضى من ربنا.

وفقنا الله لإحياء معالم الدين، ورفع اسم الإسلام والمسلمين (١).


(١) ش: ج٤، م١١ غرة جمادى الأولى ١٣٥٤ه - ١ أوت ١٩٣٥م.

<<  <   >  >>