للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلا ما علمهم، فقال لها: «والله لا أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي» فاهتدت إلى ما هداها إليه النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- وقالت والله لا أزكي أحدا بعده أبداً. تعني مثل هذه التزكية التي قطعت له فيها بالكرامة.

[توضيح]

ما في لفظ الحديث موافق لما في سورة الأحقاف المكية من قوله تعالى: {وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ}. قال البيضاوي أي في الدارين على التفصيل إذ لا علم بالغيب. يعني إلا ما علمه الله وقد أعلمه الله بأنه مغفور له ما تقدم وما تأخر في سورة الفتح المدنية وأعلمه بما أخبر به في الصحيح من منازله الكريمة يوم القيامة ومقامه المحمود وغيره من أنواع الخصوصية والكرامة.

[الأحكام]

في الحديث اقتسام أهل القدرة أهل العجز عند الضرورة والشدة. وفيه الدخول على الميت بعد تسجيته في أكفانه، وفيه الدعاء للميت بالرحمة، وفيه المنع من القطع لأحد بالجنة دون نص شرعي، وفيه المبادرة بإنكار القول الباطل في الدين فور سماعه، وفيه مراجعة المعلم بإبداء وجه النظر الذي وقع الخطأ فيه، وفيه جواز ظن ورجاء الخير لأهله.

[تفرقة]

ذكر الميت بما علم من حاله في حياته ثناء عليه جائز والقطع له بالنجاة ممنوع، فأما هذا الثاني فدليل منعه من الحديث المذكور، وأما الأول فدليل جوازه ما رواه مسلم في

<<  <   >  >>