للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القرآن، فإن سمع أمرا أو نهيا قدر أنه المنهي والمأمور، وكذا إن سمع وعدا أو وعيدا، وكذا ما يقف عليه من القصص فالمقصود به الاعتبار. قال تعالى: {وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ}. وقال تعالى: {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ}. وقال: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ}، قال محمد بن كعب القرظي: "من كلمه القرآن فكأنما كلمه الله عز وجل" ا ه كلام الغزالى (١).

[١٦) مدح العامل بالقرآن]

عن أبي موسى الأشعري- رضي الله عنه- عن النبي- صلى الله عليه وآله وسلم-: «المُؤْمِنُ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ وَيَعْمَلُ بِهِ كَالأُتْرُجَّةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَرِيحُهَا طَيِّبٌ. وَالمُؤْمِنُ الَّذِي لاَ يَقْرَأُ القُرْآنَ وَيَعْمَلُ بِهِ كَالتَّمْرَةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَلاَ رِيحَ لَهَا. وَمَثَلُ المُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ كَالرَّيْحَانَةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ. وَمَثَلُ المُنَافِقِ الَّذِي لاَ يَقْرَأُ القُرْآنَ كَالحَنْظَلَةِ طَعْمُهَا مُرٌّ وَرِيحُهَا مُرٌّ».رواه البخاري ومسلم وغيرهما.

[تعليق]

جعل رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- طيب الطعم دائرا مع العمل، وجعل طيب الرائحة صفة للتلاوة. والمجدى على المرء هو عمله. أما التلاوة وحدها فإنها لا تجدى. فالمنافق يتلو القرآن ولكنه في الدرك الأسفل من النار.

وقد دل الحديث على أن العمل بالقرآن درجتين (١) أعلاهما الجمع بين التلاوة والعمل. ودل على أن لمخالفة أوامره ونواهيه


(١) الصراط: السنة الأولى العدد ١٥ رمضان ١٣٥٢ ديسمبر ١٩٣٣م.
(١) في الأصل: والصواب (درجتان).

<<  <   >  >>