للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عبدَ الحميد لعلَّ ذكرَكَ خالدٌ ... ولعلَّ نُزْلَكَ جنَّةٌ وحريرُ

ولعلَّ غرسَكَ في القرائحِ مثمِرٌ ... ولعلَّ وَرْيَك للعقولِ منيرُ

نَمْ هَادئاً؛ فالشَّعبُ بعدَك راشدٌ ... يختَطُّ نهجَك في الهدَى ويسيرُ

لا تخْشَ ضَيْعةَ ماَ تَركْتَ لنا سُدى ... فالوارِثونَ لمَا تَركْتَ كَثيرُ (١٣)

لقد كان الإمام عبد الحميد بن باديس يؤمن، إيمانا قويا، بأن نهضة الجزائر، من كبوتها، لن تكون إلا على سواعد شبابها؛ فعمل على إعداده- تعليما وتهذيبا- بواسطة مساجد الوعظ والإرشاد، ومدارس التربية والتعليم، ونوادي التثقيف والتوجيه، وجمعيات التكوين والتنظيم، والصحف والمجلات، لتحرير الوطن من أغلال الاحتلال والاضطهاد، مزودا بالأسلحة الضرورية لتحقيق النصر!

يَا نشءُ أَنتَ رجاؤُنا ... وبكَ الصَّباحُ قدِ اقتربْ

خذْ للحياةِ سِلاحَهاَ ... وَخُضِ الخُطُوبَ ولا تَهَبْ

وقد طبق رجال ثورة نوفمبر الظافرة خطته المحكمة هذه - بعد أربعة عشر عاما من وفاته- وهي تتمثل في:

أ- سحق الظالمين المحتلين:

وأذَقْ نفوسَ الظالِمينَ ... السُّمَّ يُمزَجُ بالرهبْ

ب- استئصال حذور الخائنين الذين أعمتهم أنانيتهم عن واجبهم الوطني المقدس:

واقلَعْ جُذورَ الخائِنينَ ... فمِنهمُ كلُّ العَطَبْ


(١٣) من مقطوعة ارتجلها الشاعر عندما وقف، لأول مرة، عل قبر الإمام.
وقد نقشت على رخامة ضريحه.

<<  <   >  >>