للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإسلامية عنده كانت " وافدة كالأوبئة الفتاكة، ماحقة مثل الطوفان" ولم تكن إلا سلسلة من الفتك والظلم والإرهاق وإزهاق النفوس بدعوى جلب الناس لدين الله، إلى غير ذلك من الترهات التي لا تهمنا، فإذا علم الناس أن شخصا مثل راندو يقول هذا، وأن عالما من أساطين البيان والتفكير والتاريخ يدعى "سيديو" يقول: "لم يعرف التاريخ فاتحا أرحم من العرب" وأن علما من أعلام البحث والفلسمفة هو: "قوستاف لوبون" يقول عن الإسلام ما يقوله في كتابه "المدنيات العربية" علم الناس أي قول يأخذون، وأي قول يرمون به محتقرين في سلة القاذورات.

إنما نفس "راندو" الخبيثة لم تقف به عند هذا الحد، بل زادت رسوبا في حمأة السقوط والدنس، فتجرأ على مقام رسولنا الأعظم، منقذ الإنسانية، وفخر السلالة البشرية، بعبارات بذيئة قذرة، تدل على نجاسة الإناء الخبيث الذي تدفقت منه.

لم يستح من العلم، ولم يستح من التاريخ، ولم يستح من جماعة المسلمين الذين يعيش عيشة الفاتح المتسيطر في أرضهم فقال- قبحه الله من ماكر أشر-:

"هو رجل مظلم النواحي (١) فوق الرجال، به ظاهر من الرحمة والبساطة، إنما له من التحيل والخداع (٢) ومن الخيانة والنفاق (٣) ما لا يدرك له غور".

ثم يقول: إن الأخوين "طارو" قد استطاعا أن يصورا محمدا- عليه صلاة الله وسلامه- بمثل هذه الصورة، ولهما بذلك أسوة بمن سبقهما من المؤرخين.

<<  <   >  >>