الحاج حموش، فتناولوها شاكرين مسرورين هاتفين بحياة العلم والعلماء.
ثم بالغ القسنطينيون الكرام في الحفاوة والتكريم فتقدموا لسائر الحاضرين بمضخات ماء الزهور فضمخوا الجميع حتى عبقت الروائح وامتزج مسك الختام بطيب الوئام. ثم خرجت تلك الجماعات المباركة- وعبارات الشكر والثناء- ملء الأفواه- تتهادى في انهج المدينة الجميلة قاصدة مدرسة التربية والتعليم المرعية حيث تجدها مفتحة الأبواب مهيأة الأقسام مفسوحة الردهات والجوانب مزينة بالأضواء تتوسط هالتها الجميلة ثريا كهربائية عظيمة قلبت ليلها نهارا وجدرانها نضارا هنالك- وقد ذهب الهزيع الأول من الليل- أقيمت للوفود الكريمة حفلة أدبية شيقة هدرت فيها شقاشق الخطباء وصدحت بلابل الشعراء وسالت فيها أحاديث الأنس الممتعة، وكان المشرف على الحفلة كاتب هذه الجمل بإلحاح من زميله الأديب السيد أحمد بوشمال فصعد منبر الخطابة وارتجل كلمة وجيزة باسم طلبة الجامع الأخضر المعمور رحب فيها بالزائرين، ونوه بأعمال الأستاذ الجليلة وأياديه البيضاء، ثم أخذ يقدم إخوانه الخطباء والشعراء واحدا فواحدا فتقدم الأديب السيد محمد الغسيرى الأستاذ بالمدرسة المذكورة فألقى خطبة بارعة هز بها النفوس هزات وأثار حماسها كرات، وتلاه الأديب السيد محمد الصالح رمضان الأستاذ بالمدرسة المذكورة أيضا فألقى قصيدة كلها عيون بعد ما مهد لها بكلمات كلها شذرات، ثم تلاه الشاب الظريف الأديب السيد محمد الطاهر الورتلاني فألقى خطبة نفيسة شنف بها الأسماع وأمتع النفوس، ثم تلاه الأستاذ عمر بن البسكري المدرس بمدرسة الفتح بسطيف فألقى قصيدة رنانة أعيد بعض أبياتها لمزيد حسنها، ثم تلاه خفيف الروح الأستاذ الأديب