للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صالحة لله فادعوا الله تعالى بها لعله يفرجها عنكم، فدعا أحدهم ببروره والديه فانفرجت منها فرجة، ودعا الثاني بعفته عن الزنا بعد ما كاد فانفرجت فرجة، ودعا الثالث بوفائه لأجيره فانفرجت البقية. وهذا حديث صحيح مشهور رواه الشيخان وغيرهما. ومن ذلك حديث سارة زوج إبراهيم عليه السلام لما مد الجبار الظالم إليها يده يريدها على السوء، قامت توضأ (١) وتصلي وقالت: (اللهم إن كنت آمنت بك وبرسولك، وأحصنت فرجي إلا على زوجي فلا تسلط علي الكافر) فغط حتى ركض برجله، فقالت: (اللهم إن يمت يقال هي قتلته) فأرسل فعاد إليها وعادت إلى الدعاء كالمرة الأولى، وفي الثالثة تركها وقال: ارجعوها إلى إبراهيم. رواه مفصلا البخاري في كتاب البيوع من صحيحه من طريق أبي هريرة، فانظر إليها كيف توسلت لربها بإيمانها الذي هو أشرف أعمالها، وبعفتها وإحصانها لفرجها، ولم تتوسل إليه برسوله وخليله زوجها إبراهيم عليه الصلاة والسلام.

ـ[سؤال آخر]ـ: بعد ما عرفنا رجحان سؤاله تعالى بالأسماء والصفات والطاعات فهل ثبت عن الصحابة سؤالهم وتوسلهم بذاته؟

ـ[جوابه]ـ: لم يثبت عن واحد منهم شيئا (١) من ذلك فيما لدينا من كتب السنة المشهورة، بل ثبت عدولهم عن ذلك في وقت مقتض له لو كانوا يفعلونه وذلك في حديث استسقاء عمر بالعباس رضي الله تعالى عنهما، فقد أخرج البخاري في صحيحه بسنده عن أنس: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب، فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا، وإنا


(١) أصله: تتوضأ فحذفت إحدى التائين للتخفيف

<<  <   >  >>