فعُلِّل اللَّفظ المذكُور - وهو قوله: «لَا يَذْكُرُونَ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} فِي أَوَّلِ قِرَاءَةٍ وَلَا فِي آخِرِهَا» - برواية الأكثرين، ومن ذلك: ما أخرجه البخاريُّ (٧٤٣) عن حفص بن عمر، عن شُعبةَ، عن قتادةَ به؛ وفيه: «كَانُوا يَفْتَتِحُونَ الصَّلَاةَ بِـ {الحَمْدُ للَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ}» من غير تَعَرُّضٍ لذِكْرِ البَسْمَلَة. ومسلم (٣٩٩) من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، عن قتادة؛ به، ولفظه: «فَلَمْ أَسْمَعْ أَحَداً مِنْهُمْ يَقْرَأُ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}». وقد رجَّح الاقتصار على قوله: «كَانُوا يَفْتَتِحُونَ الصَّلَاةَ بِـ {الحَمْدُ للَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ}»: الشَّافعيُّ - كما في معرفة السُّنن والآثار (٢/ ٣٨٠) -، وقال الدَّارقطنيُّ رحمه الله في سننه عقب الحديث (١٢٠٤) بقوله: «وهو المحفوظ عن قتادة وغيره عن أنس». انظر: مقدِّمة ابن الصَّلاح (ص ٩٨)، وشرح الناظم (١/ ٢٨٠). (٢) أخرجه أحمد (١٢٧٠٠) والدَّارقطني (١٢٠٨) عن سعيد بن يزيد، قال: «سَأَلْتُ أَنَساً: أَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ {بسم اللَّه الرحمن الرحيم} أَو {الحمد للَّه رب العالمين}؟ فَقَالَ: إِنَّكَ لَتَسْأَلُنِي عَنْ شَيْءٍ مَا أَحْفَظُهُ - أَوْ مَا سَأَلَنِي أَحَدٌ قَبْلَكَ -»، قال الدَّارقطني رحمه الله: «هذا إسنادٌ صحيحٌ».