للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذلك كله بحيث لو استعمله دَائِمًا (لَا يَمْتَلِئُ وَلَا يُصِيبُهُ كِظَّةٌ) (١) وَلَا تخمة ولا يخرج من جسده لا في أذنه ولا (في) (٢) أَنْفِهِ وَلَا (أَرْفَاغِهِ) (٣) وَلَا سَائِرِ جَسَدِهِ أَوْسَاخٌ وَلَا أَقْذَارٌ (غَيْرُ مُعْتَادٍ) (٤)، وَكَوْنَ أَحَدٍ مِنْ (أَهْلِ الْجَنَّةِ) (٥) لَا يَهْرَمُ وَلَا يَشِيخُ وَلَا يموت ولا يمرض (غير) (٦) معتاد.

كذلك إذا (نظرت) (٧) (إلى) (٨) أَهْلَ النَّارِ عِيَاذًا بِاللَّهِ وَجَدْتَ مِنْ ذَلِكَ كَثِيرًا، كَكَوْنِ النَّارِ لَا تَأْتِي عَلَيْهِ حَتَّى يَمُوتَ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَا} (٩)، وَسَائِرُ أَنْوَاعِ الْأَحْوَالِ الَّتِي هُمْ عَلَيْهَا، كُلُّهَا خَارِقٌ لِلْعَادَةِ.

فَهَذَانَ نَوْعَانِ شَاهِدَانِ لِتِلْكَ الْعَوَائِدِ وَأَشْبَاهِهَا (بِأَنَّهَا) (١٠) لَيْسَتْ بِعَقْلِيَّةٍ، وَإِنَّمَا هِيَ وَضْعِيَّةٌ يُمْكِنُ تَخَلُّفُهَا، وَإِنَّمَا لَمْ نَحْتَجَّ بِالْكَرَامَاتِ لِأَنَّ أَكْثَرَ الْمُعْتَزِلَةِ يُنْكِرُونَهَا رَأْسًا/ وَقَدْ أَقَرَّ بِهَا بعضهم (١١).

وإن ملنا إلى (التقريب) (١٢)، فَلَوِ اعْتَبَرَ النَّاظِرُ فِي هَذَا الْعَالَمِ لَوَجَدَ لذلك نظائر جارية على (غير) (١٣) المعتاد.

وَاسْمَعْ فِي ذَلِكَ أَثَرًا غَرِيبًا حَكَاهُ ابْنُ وهب من طريق إبراهيم بن نشيط (١٤)


(١) في (غ) و (ر): "لا يتملا ولا يصيبه كظمة".
(٢) زيادة من (غ) و (ر).
(٣) الأرفاغ: المغابن من الآباط وأصول الفخذين والحوالب وغيرها من مطاوي الأعضاء، وما يجتمع فيه الوسخ والعرق. انظر مادة رفغ من لسان العرب.
(٤) ما بين القوسين ساقط من (ت).
(٥) في (م): أهل السنة بل الجنة.
(٦) في (ط): ولا غير.
(٧) في (م): "نظر".
(٨) زيادة من (غ) و (ر).
(٩) سورة طه: الآية (٧٤).
(١٠) في (م): لأنها. وفي (غ) و (ر): (أنها).
(١١) انظر مناقشة شيخ الإسلام ابن تيمية لهم في هذه المسألة في كتاب النبوات (ص ١٥٠ وما بعدها).
(١٢) في (ط) و (خ) و (ت): "التعريف".
(١٣) ما بين القوسين ساقط من (م) و (غ) و (ر).
(١٤) هو إبراهيم بن نشيط بن يوسف الوعلاني أبو بكر المصري، وثقه أبو حاتم وأبو زرعة والدارقطني وغيرهم، توفي سنة ١٦٣هـ. انظر: المنتظم (٨ ١٦٧)، وتهذيب التهذيب (١ ١٧٥).