للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَعَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: (أَوَّلُ مَا تَفْقِدُونَ مِنْ دِينِكُمُ الْأَمَانَةَ، وَآخِرُ مَا تَفْقِدُونَ الصَّلَاةَ، وَلَتُنْقَضَنَّ عُرَى الْإِسْلَامِ عُرْوَةً عُرْوَةً، وَلَيُصَلِّيَنَّ (١) نِسَاؤُكُمْ (٢) وَهُنَّ (٣) حُيّض، وَلَتَسْلُكُنَّ طَرِيقَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَذْوَ القُذَّة (٤) بالقُذَّة وَحَذْوَ النَّعْلِ بالنعلِ (٥)، لَا تُخْطِئُونَ طَرِيقَهُمْ، وَلَا تُخْطِئُ بِكُمْ، وَحَتَّى تَبْقَى فِرْقَتَانِ مِنْ فِرَقٍ (٦) كَثِيرَةٍ، تَقُولُ إِحْدَاهُمَا: مَا بَالُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ؟ لَقَدْ ضَلَّ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا، إِنَّمَا قَالَ اللَّهُ: {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} (٧) لا يصلون إِلَّا ثَلَاثًا، وَتَقُولُ الْأُخْرَى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ كإيمان الملائكة، ما فينا (٨) كَافِرٌ وَلَا مُنَافِقٌ، حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ يَحْشُرَهُمَا مَعَ الدَّجَّالِ) (٩).

وَهَذَا الْمَعْنَى مُوَافِقٌ لِمَا ثبت من حديث أبي رافع (١٠) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "لَأَلْفَيَنَّ أَحَدَكُمْ مُتَّكِئًا على أريكته (١١) يأتيه الأمر من


(١) في (ط): "وليطئن".
(٢) في (ت): "نساؤهم"، وفي (غ) و (ر): "نساء".
(٣) في (خ) و (ط): "وبن"، وهي ساقطة من (ت).
(٤) قال ابن الأثير في النهاية: القُذَذ ريش السهم، واحدتها قذة، ومنه الحديث "لتركبن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة" أي كما تقدر كل واحدة منهما على قدر صاحبتها وتقطع" (٤/ ٢٨).
(٥) ساقطة من (م)، و (خ) و (ت).
(٦) في (ت): "فريق".
(٧) سورة هود: آية (١١٤).
(٨) في (خ) و (ت) و (ط): "فيها".
(٩) رواه عن حذيفة رضي الله عنه الإمام ابن وضاح في البدع والنهي عنها، باب في نقض عرى الإسلام بلفظ المؤلف (ص٦٥)، ورواه الإمام ابن بطة في الإبانة الكبرى مع اختلاف يسير في اللفظ (١/ ١٧٤)، ورواه أيضاً بلفظ أخصر وليس فيه ذكر الفرقتين (٢/ ٥٧١)، ورواه الإمام الآجري في الشريعة مع اختلاف يسير في اللفظ (ص٢٠).
(١٠) هو أبو رافع القبطي مولى الرسول صلّى الله عليه وسلّم، اسمه إبراهيم، وقيل: أسلم، أو ثابت أو هرمز، كان للعباس أولاً، فوهبه للنبي صلّى الله عليه وسلّم. روى عدة أحاديث، وشهد أحد والخندق. وكان ذا علم وفضل. مات في أول خلافة علي رضي الله عنه.
انظر: الإصابة (١١/ ١٢٨ ـ ١٢٩)، طبقات ابن سعد (٤/ ٧٣ ـ ٧٥)، أسد الغابة (١/ ٥٢)، السير (٢/ ١٦).
(١١) الأريكة: السرير في الحجلة من دونه ستر، ولا يسمى منفرداً أريكة. وقيل هو كل ما اتكئ عليه من سرير أو فراش أو منصة. انظر النهاية (١/ ٤٠).