للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَفِي رِوَايَةٍ عَنْهُ: أَن رَجُلًا كَانَ يَجْمَعُ النَّاسَ فَيَقُولُ: رَحِمَ اللَّهُ مَنْ قَالَ كَذَا وَكَذَا مَرَّةً: سُبْحَانَ اللَّهِ! قَالَ: فَيَقُولُ الْقَوْمُ، وَيَقُولُ: رَحِمَ اللَّهُ مَنْ قَالَ كَذَا وَكَذَا مَرَّةً: الْحَمْدُ لِلَّهِ. قَالَ: فَيَقُولُ الْقَوْمُ. قَالَ: فَمَرَّ بِهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عنه فقال لهم: لقد (١) هديتم لما لم يُهْدَ له (٢) نَبِيُّكُمْ! وإِنكم لتُمْسِكون بِذَنَبِ ضَلَالَةٍ (٣).

وذُكِر لَهُ: أَن أناساً بِالْكُوفَةِ يسبِّحون بالحَصَى فِي الْمَسْجِدِ، فأَتاهم وَقَدْ كَوَّمَ كلُّ رجل (٤) منهم بين يديه كُومَةً (٥) مِنْ حَصَى. قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ يَحْصُبُهُم بِالْحَصَى حَتَّى أَخرجهم مِنَ الْمَسْجِدِ، وَيَقُولُ: لَقَدْ أَحدثتم بِدْعَةً وَظُلْمًا، وَقَدْ فَضَلتم أَصحاب مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عليه وسلّم علماً (٦)!.


=لكن الأثر ثابت عن ابن مسعود رضي الله عنه، وجاء عنه من طرق كثيرة:
فقد أخرجه الطبراني في "الكبير" (٩/ ١٢٨) رقم (٨٦٣٩) من طريق إسرائيل، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن الأسود بن هلال، عن ابن مسعود به بنحوه.
وإسناده صحيح.
وأخرجه عبد الرزاق (٥٤٠٨) ـ ومن طريقه الطبراني (٩/ ١٢٥) رقم (٨٦٢٩) ـ عن ابن عيينة، عن بيان، عن قيس بن أبي حازم؛ قال: ذكر لابن مسعود ... ، فذكره بنحوه.
وإسناده صحيح.
وأخرجه الدارمي في "سننه" (١/ ٦٠ ـ ٦١)، والطبراني (٩/ ١٢٧) رقم (٨٦٣٦) من طريقين عن عمرو بن سَلِمة، عن ابن مسعود به، وفيه قصة.
(١) قوله: "لقد" سقط من (خ) و (م) و (ت).
(٢) قوله: "له" سقط من (خ) و (م) و (ت).
(٣) أخرجه ابن وضاح في "البدع والنهي عنها" رقم (٢٤) من طريق الأوزاعي، عن عبدة بن أبي لبابة: أن رجلاً ... ، فذكره.
وإسناده صحيح إلى عبدة، وعبدة لا تعرف له رواية عن ابن مسعود؛ وإنما يروي عن أصحاب ابن مسعود، وانظر ما قبله.
(٤) في (غ) و (ر): "واحد" بدل "رجل".
(٥) في (ت) و (خ): "كوماً".
(٦) أخرجه ابن وضاح في "البدع والنهي عنها" رقم (٢١) من طريق عبيد الله بن عمر العمري، عن سيار (في المطبوع: "يسار" وهو خطأ) أبي الحكم: أن عبد الله بن مسعود حُدِّث: أن أناساً ... ، فذكره.
وإسناده صحيح إلى سيار أبي الحكم، وهو لم يسمع من ابن مسعود، لكن يشهد له ما قبله، والله أعلم.