قال أبو نعيم: "غريب من حديث عطاء عن نافع، تفرد به حيوة عن إسحاق". وقال المنذري في "مختصر السنن" (٥/ ١٠٢ ـ ١٠٣): "في إسناده إسحاق بن أسيد أبو عبد الرحمن الخراساني، نزيل مصر، لا يحتج بحديثه، وفيه أيضاً عطاء الخراساني وفيه مقال". وضعف هذه الطريق ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" (٥/ ٢٩٥). ومدار هذا الطريق على عطاء بن أبي مسلم الخراساني، وهو صدوق يهم كثيراً ويرسل ويدلس كما في "التقريب" (٤٦٣٣). وإسحاق بن أَسيد أبو عبد الرحمن الخراساني قال عنه ابن حجر في "التقريب" (٣٤٤): "فيه ضعف". وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في "إقامة الدليل" من "الفتاوى الكبرى" (٣/ ١٣٣) إسناد عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر السابق، وهذا الإسناد، ثم قال: "والإسناد الثاني يبين أن للحديث أصلاً محفوظاً عن ابن عمر، فإن عطاء الخراساني ثقة مشهور، وحيوة بن شريح كذلك وأفضل، وأما إسحاق بن عبد الرحمن [كذا!] فشيخ روى عنه أئمة المصريين؛ مثل حيوة بن شريح، والليث بن سعد، ويحيى بن أيوب وغيرهم"، ثم ذكر رواية ليث بن أبي سليم، عن عطاء، عن ابن عمر، ثم قال: "وهذا يبيِّن أن للحديث أصلاً عن عطاء"، وذكر ابن القيم كلامه هذا في "تهذيب السنن" (٥/ ١٠٤)، وأقرّه. وذكر الحديث أيضاً في "الجواب الكافي" (ص٣٠) وحسَّنه. وأخرجه أحمد (٢/ ٤٢ و٨٢)، والخطيب في "تاريخه" (٤/ ٣٠٧)، وابن عساكر في "تاريخه" (١/ ١٦١) من طريق أبي جناب، عن شهر بن حوشب، عن ابن عمر، به. وأبو جناب هو: يحيى بن أبي حية ضعفوه لكثرة تدليسه. وشهر بن حوشب صدوق كثير الإرسال والأوهام كما في "التقريب" (٢٨٤٦). وله شاهد من حديث جابر: أخرجه ابن عدي في "الكامل" (٢/ ٤٥٥ من طريق بشير بن زياد الخراساني، عن ابن جريج، عن عطاء، عن جابر، به. قال ابن عدي: "وبشير بن زياد هذا ليس بالمعروف، إلا أنه يروي عن المعروفين ما لا يتابعه أحد عليه ... ". وبالجملة فجميع طرق الحديث لا تخلو من ضعف، وتقدم أن ابن القطان صححه، وقوّاه شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، وصححه الشيخ الألباني في "السلسلة=