يمكن تلخيص هذا الأثر الذي تركه القرآن الكريم في اللغة العربية- من هذه الوجهة- بأنه كان لها قوة دافعة، من جهة. وقوة واقية أو حامية، من جهة أخرى.
[(أ) القوة الدافعة:]
ونعني بالقوة الدافعة: أن القرآن الكريم كان لهذه اللغة قوة هائلة دفعت بها خارج حدودها، أو خارج نطاق الجزيرة العربية، فقد عرّب القرآن العراق والشام، ومصر وسائر بلاد إفريقية الشمالية، مع حركة الفتح العربي الإسلامي، أو مع المدّ الإسلامي الأول زمن الخلفاء الراشدين، وملوك بني أمية. يقول شيخ الباحثين في قضايا العروبة والقومية: إنه يجب «أن لا يغرب عن البال أن العرب قبل الإسلام كانوا قليلين، كما أن مواطنهم كانت محدودة نسبيا، فإن البلاد التي تستحق النعت بالعربية كانت منحصرة في الجزيرة العربية، وبحافات بعض البلاد المجاورة لها، وأما حدود العروبة إلى سائر أنحاء العالم العربي الحالي، فقد تم بفضل الفتوحات العربية التي سارت تحت راية الإسلام.