لا نستغني في هذه العجالة عن التعريف بأشهر تفاسير العصر، وهو التفسير الذي اشتهر عند العامة بتفسير الظلال؛ أخذا من التسمية التي أطلقها المؤلف على كتابه الجامع وهي:«في ظلال القرآن» مشيرا بذلك- فيما يبدو- إلى أنه لا يريد أن يزعم لنفسه أنه يكتب تفسيرا للقرآن، بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ..
وإن كان قد فعل ذلك- رحمه الله- على أدق ما يكون تعريف التفسير وأحكمه، على الرغم من المنحى الخاص، الذي نحاه في كتابه هذا، ولأسباب موضوعية بحتة؛ كما سنبين بعد قليل.
والواقع أن بعض الناس ظنوا أن «الظلال» ليس بتفسير؛ بناء على ما ألفوه من كتب التفسير ودرجوا عليه .. وربما صرّح بعضهم بذلك وهو يرى الظلال لا يثير مسائل لغوية في باب الاشتقاق والإعراب .. ولا يجادل ويناقش في قضايا الفقه والأصول، أو العقيدة والخلاف .. ونحو ذلك من المسائل التي يقف عندها المفسرون في الأعم الأغلب.
وإذا كانت كتب علوم القرآن، على كثرتها وتعدد مناهج مؤلفيها، قد أشارت إلى التفاسير القديمة وعرّفت بها- وقد أشرنا نحن إلى طرف من ذلك في تعليقاتنا