المجتمع الإسلامي طيلة حياة النبيّ صلى الله عليه وسلم ومدّة نزول القرآن! أي من خلال البعد العملي أو التطبيقي لهذه السنن. في الوقت الذي أشار القرآن الكريم إلى هذا الوقوع أو النفاذ في مواطن (تاريخية) أخرى كثيرة من خلال (قصص الأنبياء) وتاريخ الأمم السابقة على الأمة الإسلامية؛ والتي كانت تأتي بدورها في السياق الملائم عبر هذا النزول المنجّم.
لا غرو إذن أن تنزل سائر كتب الله تعالى على الأنبياء السابقين جملة واحدة، وأن ينفرد القرآن الكريم بنزوله منجما خلال ما يوازي بناء جيل طليعي واحد من أجيال التاريخ.
وربما أمكننا القول- من الوجهة المقابلة، أو في الوقت ذاته- إن هذا النزول المنجّم يحمل في ذاته الدلالة على أن القرآن الكريم خاتمة الكتب السماوية، لأنه حين اتسع بهذا النزول لضم سيرة النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى حياة الأنبياء السابقين الذين نزلت كتبهم مرة واحدة! أدركنا أنه لا كتاب بعد القرآن يهيمن أو يوثّق! وأدركنا معنى كونه خاتمة الكتب وأن محمد بن عبد الله خاتم النبيين، صلّى الله عليه وعليهم أجمعين.
[(ب) تصويب حركة التطبيق والتنفيذ:]
أو الدلالة على مواطن الخطأ ووجوه التقصير في تنفيذ الأحكام والتشريعات. وفي هذا تأكيد بالغ الأهمية على ضرورة استجابة (الواقع) للوحي أو النص استجابة تامّة غير منقوصة ... ومن ثم لتقديم الصورة (الواقعية) المثلى لهذه الحركة عبر عصور التاريخ. أو التي يجب أن تحتذى عبر هذه العصور .. بعد أن قدم جيل التنزيل- وإن شئت قلت جيل التنجيم الذي قام بالتطبيق وجرى عليه المراجعة والتصويب- النموذج الأفضل، والمثال الذي يحتذى! لقد نزل القرآن الكريم تباعا، أو موقفا في إثر موقف، يسجّل على هذا الجيل النقص والخطأ، ويدلّهم على مواطن الضعف، ويقفهم رأي العين أو في (الواقع) الذي عاشوه