للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دلالة هامة لأنهم من عالم الغيب- أن يأتوا بسورة من مثله، ولا يصعب على بعض الناس أن يحاكي أسلوب النبيّ نفسه، في أحاديثه التي كان يقولها في غير تلك الحالات- المرضية! - فيضع على لسانه حديثا أو أحاديث ربما ظننا أنها من كلامه صلى الله عليه وسلم لولا قواعد المحدّثين في قبول الروايات التي أبانت عن هذه النسبة الكاذبة .. ويبقى القرآن الكريم الذي جاء من طريق الوحي لا يقبل أي كلمة غريبة أو جملة مقحمة، فضلا عن انعدام القدرة على محاكاته في أي سورة من سوره كما هو معلوم. وهكذا وجد عندنا سيل أو ركام من الأحاديث الموضوعة، نفاها المحدّثون بتلك القواعد التي أصّلوها، والعلم الذي استحدثوه- علم مصطلح الحديث- ولكن أحدا لم يحتج، ولن يحتاج أبدا، إلى استخدام تلك القواعد لكي ينفي عن القرآن ما زعم بعض الأعاجم أنه منه .. من نص مفقود أو سورة مجهولة بل إن الإعلان عن مثل هذه السورة، أو الجهر

بها .. سوف يفضح- لدى أي قارئ للقرآن أيا كانت درجة ثقافته- مدى مفارقتها للقرآن وبعدها عنه! وفي جميع الأحوال: لن تكون مثل هذه السورة المزعومة أكثر من كلمات وجمل وعبارات (مسروقة) من النص القرآني نفسه، ولكنها تفتقر في صياغتها إلى أناقة الأسلوب القرآني، ونظمه وإعجازه .. وسوف تختلّ بأفواه قارئي القرآن، وتعتلّ بآذان سامعيه! ولهذا لن يتم الإعلان عنها، أو المجاهرة بها، فضلا عن التحدي ..

في يوم من الأيام! ولهذا لم يكن من باب الطرائف- عندنا- أن نستدل بالأحاديث الموضوعة على الوحي وإعجاز القرآن ... وربّ ضارة نافعة.

وعلينا أن نذكر هنا، أو بهذه المناسبة، أن الواجب العلمي بات يقتضينا الترفع عن الوقوف أمام هذه الفروض والخزعبلات التي انطلقت عند المستشرقين وضربائهم من عقد تاريخية مستحكمة، ومحاولات دائبة لصرف الناس عن الإسلام، أو لإقامة حواجز تحول دون تأثر أقوامهم به.

على أن في وسعنا أن نؤكد النقطة التي ذكرناها أو اكتفينا بها قبل قليل- لأن

<<  <   >  >>