للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قريظة- فيها مرزعة يقال لها قورى١ فكان النصر أول النهار للخزرج، ثم ثبت حضير -رئيس الأوس- الكتائب فرجعوا، وكانت الدبرة على الخزرج، وقتل عمرو بن النعمان وجيء به تحمله أربعة كما قال له ابن أبي، ووضعت الأوس فيهم السلاح، وصاح صائح: يا معشر الأوس اسجحوا ولا تهلكوا إخوانكم فجوارهم خير من جوار الثعالب، فتناهت الأوس وكفت عن سلبهم بعد إثخان فيهم، وسلبتهم قريظة والنضير.

وجعلت الأوس تحرق على الخزرج نخلها ودورها، فخرج سعد بن معاذ الأشهلي حتى وقف على باب بني سلمة أجارهم وأموالهم، جزاء لهم بيوم الرعل وكان للخزرج على الأوس، وكان سعد بن معاذ حمل يومئذ جريحًا إلى عمرو بن الجموح فمن عليه وأجاره وأخاه يوم الرعل، وأجار أموالهم من القطع والحرق فكافأه سعد بمثل ذلك يوم بعاث.

وحلفت اليهود لتهدمن حصن عبد الله بن أبي، فلما أحاطوا بالحصن، قال لهم عبد الله: أما أنا فلم أحضر معهم، وهؤلاء أولادكم عندي فإنني لم أقتل منهم أحدًا، ونهيت الخزرج فعصوني. وكان جل من عنده من الرهن من أولاد بني النضير، ففرحوا حين سمعوا بذلك فأجاروه من الأوس ومن قريظة، فأطلق أولادهم وحالفهم، ولم يزل حتى ردهم حلفاء للخرزج بحيل تحيلها.

وكان يوم بعاث قبل الهجرة بخمس سنين. وهو اليوم الذي تقول فيه عائشة -رضي الله عنها-: كان يوم بعاث يومًا قدمه الله لرسوله -صلى الله عليه وسلم- وقد افترق ملؤهم، وقتلت سرواتهم، وجرحوا، قدمه الله لرسوله -صلى الله عليه وسلم- في دخولهم الإسلام٢.

هذا خلاصة ما روته المصادر عن يوم بعاث بين الأوس والخزرج قد سقناها، مع خلاف بسيط فيها تجاوزنا عنه لعدم أهميته، ولما كانت حوادث هذا اليوم قد وقعت قبل الهجرة بخمس سنوات، وكان كثير من زعماء الأوس والخزرج واليهود الذين شاركوا


١ ياقوت ٤/ ٤٥١.
٢ السمهودي ١/ ١٥٢- ١٥٥. الأغاني ٣/ ١٩- ٤٢. ابن الأثير ١/ ٤١٥- ٤١٨ الطبري ٢/ ٨٥. ابن هشام ١/ ١٨٣. البخاري ٥/ ٤٤.

<<  <   >  >>