للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الاعْتِبار؛ لأنَّ الأمرَ بالصَّلاةِ والضَّربَ عليها إنَّما هو على وجهِ الرِّيَاضة، لا على (١) وجه الوجوبِ، وكذلك كَتْبُ الحديثِ إنَّما هو للِّقاء وتحصيل السماعِ، وإذا كان هذا هكذا، فليس المُعْتَبَرَ في كَتْبِ الحديث البُلوغُ ولا غيرُه، بل تُعْتَبَرُ فيه الحَرَكةُ والنَّضَاجةُ (٢) والتيقُّظُ والضَّبطُ (٣).

وقد دلَّ قولُ الزُّهري: «ما رأيتُ طالبًا للعلم أصغرَ مِن ابن عُيَيْنة» على أنَّ طُلَّابَ الحديث عصرَ التابعين كانوا في حُدود العشرين.

٤٩ - وكذلك يُذْكَر عن أهل الكُوفة، فأخبَرني عِدَّةٌ من شُيوخِنا أنَّه قيل لموسى بن إسحاق: كيف (٤) لم تَكْتُبْ (٥) عن أبي نُعَيْمٍ؟ قال: كان أهلُ الكُوفة لا يُخْرِجون أولادَهم في طلبِ العلم (٦) صغارًا، حتى يَستكمِلوا عشرين سنةً (٧).

٥٠ - وحدثني مَن ذَكَرَ أنَّه سَمِعَ محمد بنَ عبد الله الحَضْرَمي يقول ذلك أيضًا.


(١) «على» ليس في ظ، ك، وأثبته من س، أ، ي، وهو الموافق لما في «الكفاية».
(٢) في ي: «والنصاحة»، والمثبت من ظ، س، ك، أ، وهو الموافق لما في «الكفاية».
(٣) حكاية الأوزاعي وتعليق المصنف إلى هذا الموضع أورده الخطيب في «الكفاية» (ص: ٦٣) بإسناده إلى المصنف.
(٤) في س، حاشية أ مصححًا عليه ومنسوبًا لنسخة، ي: «فكيف»، والمثبت من ظ، ك، أ، وهو الموافق لما في «الكفاية».
(٥) بعده في ي بين الأسطر: «الحديث»، والمثبت من ظ، س، ك، أ، وهو الموافق لما في «الكفاية».
(٦) في حاشية ي: «الحديث»، وهو الموافق لما في «الكفاية»، والمثبت من ظ، س، ك، أ، ي مصححًا عليه.
(٧) أخرجه الخطيب في «الكفاية» (ص: ٥٤) من طريق المصنف به.

<<  <   >  >>