[القسم الأول: كثرة التصحيفات والتحريفات الناشئة عن الخطأ في قراءة الأصول الخطية]
على المحقق أن يعمل على إخلاء طبعته من التصحيفات والتحريفات، وذلك أولًا بجمع النسخ الموثَّقة المتقنة الخالية من التصحيف والتحريف، ثم بمقابلة تلك المخطوطات مقابلة جيدة، وأن يقارن بعضها ببعض، فما كان غير واضح في بعضها فقد تراه واضحًا مجوَّدًا في غيرها، وما أُهمل إعجامه وضبطه في بعضها قد يكون معجمًا مضبوطًا في النسخ الأخرى.
ثم عليه أن يراجع مصادر المؤلف، والكتب التي نقلت من المؤلف، فرب كلمة لم يستطع الباحث قراءتها جيدًا في النسخ المخطوطة استطاع بواسطة هذه المصادر أن يهتدي للقراءة الصحيحة لها.
وقد وقع في هذه الطبعة كثير من التصحيفات والتحريفات، نتيجةً لعدم مراعاة محققها للأمور التي ذكرتها أو بعضها، وسأذكر أمثلة قليلة قد خالف فيها المحقق جميع النسخ، فمن ذلك:
- وقع في الطبعة السابقة في مقدمة المؤلف (قبل رقم: ١)(١): « ... ونقلة الأحكام والقرآن الذين ذكرهم الله - عز وجل - في التنزيل فقال:{وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ} ... ».
والصواب:«والقَرْن».
(١) هذا الرقم هو رقم الحديث في هذه الطبعة التي بين يديك.