قال السيوطي في «تدريب الراوي» (١/ ٤٤٦): «يصح السماع ممن هو وراء حجاب إذا عُرف صوته إن حدث بلفظه، أو عُرف حضوره بمكان يُسمع منه إن قُرئ عليه، ويكفي في المعرفة بذلك خبر ثقة من أهل الخبرة بالشيخ، وشَرَطَ شعبة رؤيته وقال: إذا حدثك المحدث فلم تر وجهه فلا ترو عنه، فلعله شيطان قد تصور في صورته، يقول: حدثنا وأخبرنا. وهو خلاف الصواب وقول الجمهور؛ فقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالاعتماد على سماع صوت ابن أم مكتوم المؤذن، في حديث: «إن بلالًا يؤذن بليل» الحديث، مع غيبة شخصه عمن يسمعه، وكان السلف يسمعون من عائشة وغيرها من أمهات المؤمنين، وهن يُحدِّثن من وراء حجاب» اهـ.