للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويعصيان اللهَ في عباده، على أنَّ ما حَكى (١) عن ابن شهاب نادرٌ شاذٌّ، وأمرُه حاضرٌ مُشاهدةً (٢)، ولو اقتصر على ما بيَّن من دلائل التوحيد، وعظَّم من شأن الوعيد، لكان كأحد المُتَكلِّفين الذين يأمرون ولا يأتَمِرون، ويقولون ما لا يفعلون، وجديرٌ أنْ يَعْقِلَ اللسانَ عن الخَطَل، ويَقْرُنَ العلمَ بصالح (٣) العمل، مَن كان ذا فَهْم ثاقب، ولسان بَيِّن؛ ليكونَ العملُ داعيًا، والعلمُ هاديًا، واللسان مُعَبِّرًا.

ولو كان حَرْبٌ مؤيَّدًا مع الرواية بالفهم؛ لأَمسك مِن (٤) عِنانِه، ودَرَأَ (٥) ما يخرج مِن لسانِه (٦)، ولكنه ترك أَوْلاها، فأمكن القارَةَ مَن راماها (٧)، ونسأل اللهَ أنْ ينفعنا بالعلم، ولا يجعلنا من حَمَلةِ أسفاره، والأشقياء به، إنَّه واسعٌ لطيفٌ قريبٌ مُجيبٌ.

* * *


(١) الضبط بفتح الحاء من س، ك، ي، وضبطه في أ بالضم.
(٢) «حاضر مشاهدة» الضبط بالتنوين بالضم في الأولى والتنوين بالفتح في الثانية من س، أ، ي، وضبطه في ظ، ك بضم الأولى والتنوين بالكسر في الثانية.
(٣) في ظ، س، ك، ي: «بمصالح»، والمثبت من أ، ج.
(٤) في ك: «عن»، والمثبت من ظ، س، أ، ي.
(٥) في س: «ودرى»، ومحتمل للوجهين في ظ، ي، والمثبت من ك، أ. ودرأ: دفع. «مختار الصحاح» (د ر أ).
(٦) حرب الكرماني إمام فقيه، ولم يصلنا كتابه هذا لنرى ماذا قال فيه، فالله أعلم بحقيقة الحال.
(٧) في المثل المشهور: «أنصف القارة من راماها»، يُضرب مثلًا لمساواة الرجل صاحبه فيما يدعوه إليه، والقارة قبيلة عربية كانت تُجيد الرمي. ينظر: «جمهرة الأمثال» (١/ ٥٥).

<<  <   >  >>