للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فاغْتُتِ (١) الشيخَ بالسؤالِ تَجِدْه ... سَلِسًا يَلْتَقِيك بالرَّاحَتَيْن

وإذا لم تَصِحْ صِيَاحَ الثَّكَالَى ... رُحْتَ عنه وأنت صِفْرُ اليَدَيْنِ (٢)

وقال بعضُ المُتَفَقِّهة:

تاللهِ ما يَبْرُزُ إلَّا سابقا ... عِلمًا عزيزًا (٣) وبيانًا رائقا

إذا احْتَذَى (٤) الجَلِيلَ والدَّقائِقا ... كان المُصِيبُ سائلًا وناطقا

٢٨٣ - قال القاضي: أنشدنا ابنُ عَرَفة الأَزْدي، أنشدنا ثعلب، عن ابن الأعرابي:


(١) في أ، ي: «فاعْنُت»، والمثبت من ظ، ك.
يقال: غتَّ فلانًا: غمه وأكربه. «تاج العروس» (غ ت ت).
(٢) أخرجه المخلص في «المخلصيات» (١٠١٥) من طريق أبي تميلة يحيى بن واضح. وأخرجه ابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (٥٤٢) من وجه آخر عن ابن المبارك بنحوه.
تنبيه: قال ابن دقيق العيد في «الاقتراح» (ص: ٢٥٤): «وليعظِّم الشيخ ولا يثقل ولا يطول تطويلًا يضجر، ولا يستعمل ما قاله بعض الشعراء: ... » ثم ذكر البيتين الأخيرين.
وقد تعقبه البقاعي في «النكت الوفية» (٢/ ٣٦٨) بقوله: «والذي يظهر لي من هذا الشعر أنه غير مخالف لما مضى من التخفيف؛ فإن الناس متفاوتون، فبعضهم يحب أن يكثر الطالب من سؤاله.
والأمر الفاصل في هذا: أنك ما دمت ترى الشيخ على ما وصفه هذا الشاعر من السلاسة والانبساط فاسأل، فإذا رأيته أخذ في الضجر فاترك واعتذر بما يبسط الشيخ مما لعله حصل من قبض، وكذا في البحث، والله الموفق» اهـ.
(٣) في أ: «غزيرًا»، والمثبت من ظ، ك، ي.
(٤) في ظ: «احتدى»، والمثبت من ك، أ، ي.
واحتذى: اقتدى به. «مختار الصحاح» (ح ذ ا).

<<  <   >  >>