ومن المسائل الحديثية التي لم أجدها في كتب المتأخرين، وعقد لها الرامهرمزي بابًا هي: مسألة الجمع بين الرواة، وكيف يقول المحدث إذا جمع بين الرواة.
أقول: وقد يكون بعض من أشاع هذه المقولة الباطلة أُتي من نقصٍ ما في علمه وفهمه؛ فإنه لما ضاق ذرعًا بكتب المتقدمين وما فيها من أسانيد لم يعرف صحتها من ضعفها، وعبارات لم يستطع فهمها، وإشارات ورموز لم يقدر على حلِّها، تحير وجفَّ، ولم يتواضع فيسأل أهل العلم عنها، ولم يكتفِ بذلك بل ذهب ينفِّر طلبة العلم عنها، ويدَّعي أن لا فائدة منها، والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وأختم هذا المبحث بهذه الكلمة القيمة للأستاذ العلامة السيد أحمد صقر - رحمه الله - ، حيث قال عند وصفه لكتاب «الإلماع»: «وقد عدَّه ابن حجر في «نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر» أول الكتب المؤلفة في المصطلح بعد كتب الخطيب، ووصفه بأنه كتاب لطيف، في حين أنه وصف «المحدث الفاصل» لابن خلاد بعدم الاستيعاب، و «معرفة علوم الحديث» للحاكم بعدم التهذيب، و «معرفة أبي نعيم» بالخصاصة إلى التعقيب.
(١) «تدريب الراوي» (١/ ٤٣٩)، وقد ساق الرامهرمزي أبوابًا أخرى لم يذكرها السيوطي.