للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رأيتُ المَسْعودي (١) سنة أربع وخمسين يُطالِع الكتابَ (٢). يعني أنَّه تغيَّر حِفظُه (٣).

٣٨٣ - حدثنا ابن الجُنَيْد، حدثنا إبراهيم بن سعيد، حدثني يونس بن محمد، حدثنا أبو هلال، عن غالب، عن بكر (٤) بن عبد الله قال: مَنْ سَرَّه أنْ ينظرَ إلى أعلمِ رجلٍ أدْرَكْنا في زمانِنا فلينظر إلى الحسن، فإنَّ الذي لم يَرَهُ كان يشتهي أنْ يراه، والذي رآه أحبَّ أنْ يزدادَ مِن علمِه.

ومَن سَرَّه أنْ ينظر إلى أورع رجلٍ أدْرَكْنا في زمانِنا، فلينظر إلى محمد بن سِيرين، فإنَّه كان يَدَعُ كثيرًا مِن الحلال تورُّعًا.

ومَن سَرَّه أنْ ينظرَ إلى أعبد رجلٍ رأينا في زماننا، فلينظر إلى ثابت البُنَاني، فإنَّه كان في اليوم المَعْمَعَاني الطويل (٥) الطرفين (٦) يظَلُّ صائمًا، يُراوِح بين جبهته وقدمَيه (٧).


(١) هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود الكوفي.
(٢) في المطبوعة: «بالكتاب»، والمثبت من جميع النسخ.
(٣) أخرجه العقيلي في «الضعفاء» (٢/ ٣٣٦) -ومن طريقه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (٣٥/ ٢١) - والخطيب في «تاريخ بغداد» (١١/ ٤٨٢) كلاهما من طريق أبي حفص عمرو بن علي الفلاس به.
(٤) في ي: «بكير»، والمثبت من ظ، س، ك، أ. وبكر بن عبد الله هو المزني له ترجمة في «تهذيب الكمال» (٤/ ٢١٦).
(٥) «الطويل» ليس في ظ، س، ك، أ، ي، ج، وأثبته من حاشية ظ، وهو كذلك في «الحلية».
(٦) أي: اليوم الشديد الحر، الطويل البعيد ما بين طرفيه. ينظر: «النهاية في غريب الحديث» (معمع).
(٧) أي: قائمًا وساجدًا، يعني في الصلاة. «النهاية في غريب الحديث» (روح).

<<  <   >  >>