للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٦١٩ - حدثنا محمد بن يحيى المَرْوَزي، حدثنا أبو مَعْمر إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن مالك بن أنس، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صَعْصَعة، عن أبيه، عن أبي سعيد الخُدْري قال: أخبرني أخي قتادة بن النعمان، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}: «إِنَّهَا تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ» (١).

وقد يُفَرَّق بين «حدثنا» و «أخبرنا» بأن يقال: «جاءني زيد فحدَّثني» فيكون هذا كلامًا كافيًا قائمًا بنفسِه، وفائدتُه مجيء زيد إليك وكونه للحديث عندك. فإذا قلتَ: «جاءني زيد فأخبرني» لم يكتفِ هذا الكلامُ بنفسه، كان (٢) محتاجًا إلى مُخبَرٍ عنه يتعلَّق به، ويُروى هذا البيت باللَّفظين جميعًا:

وخَبَّرتُماني أنَّما الموتُ بالقُرى ... فكيف وهاتا رَمْلةٌ وكَثِيبُ (٣)

وفرَّق محمد بن الحسن (٤) بين قوله: «حدثنا» وبين قوله: «أخبرنا» فقال: إذا حلف الرجل فقال: «أيُّ غلام لي أخبرني بكذا وكذا، وأعلمني (٥) بكذا وكذا فهو


(١) أخرجه البخاري (٥٠١٤) تعليقًا عن أبي معمر به.
(٢) في المطبوعة: «وكان»، والمثبت بدون واو من جميع النسخ.
(٣) البيت منسوب لكعب بن سعد الغنوي، وهو شاعر إسلامي كان في زمن عمر بن الخطاب على ما رجحه بعضهم، وقيل: بل هو جاهلي، وهو في «جمهرة أشعار العرب» (ص: ٥٦٣)، و «الأصمعيات» (ص: ٩٧)، و «العقد الفريد» (٣/ ٢٢٧) بلفظ: «وحدثتماني». وفي «الحماسة البصرية» (١/ ٢٣٣)، و «لسان العرب» (ق ول) بلفظ: «وخبرتماني».
(٤) هو الشيباني صاحب أبي حنيفة.
(٥) في «الأصل»: «أو أعلمني».

<<  <   >  >>